الأربعاء، 18 يونيو 2014

أمـهـــات

"بتعرفو محمدعمر؟
 انتو من ناس الجامعة؟
ولدي محمد عمر بيقرا هندسة، تلفونو مقفول من ساعة المشاكل دي"

كانت سيدة أربعينية مغرورقة العينين وكنا بلا اجابات
العشرات معتقلين واختفوا من مراكز الشرطة حول الخرطوم، والعشرات مصابين أ
ما علي أبكر فقد قتل رمياً بالرصاص،
لم نعرف محمدعمر ولا والدته ولم نسمع عنه قبل تلك اللحظة

الحصل دة ما في ساحة معركة، لكن ساحة الدراسة في أعرق الجامعات السودانية
بدلاً عن انتهاء اليوم الدراسي للطلاب في المكتبة، او في ساحة النشاط السياسي والثقافي، او في طريقهم لاسرهم، او في ونسة مع الحبيبة...
يومهم انتهي في زنازين الشرطة ومعتقلات الامن،
في غرف الاسعاف في مستشفي الخرطوم أو في مشرحة بشاير زي علي أبكر
المحظوظين يومها كانو متجمعين في ساحة المستشفي مذهولين من الحصل لزملاءهم ومعتصمين حتي تسليم جثمان الشهيد علي أبكر لأسرتو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحصل يوم 11/3 انو تجمع روابط دارفور عمل مخاطبة عن تردي الاوضاع الانسانية في دارفور وعن حرق القرى، بعد المخاطبة الطلاب طلعو مظاهرة سلمية، ضربتم الشرطة بقنابل غاز، رجعو الحرم الجامعي، هاجمتهم مليشيات ملثمة وضربت ذخيرة حية

سمعنا عن طالب مصاب برصاصة في الرأس اختفي داخل مستشفي الخرطوم، الطبيبات الناشطات عرفو اسم الطالب دة من السجلات

اسمو كان محمد عمر

امو اختفت من  ساحة المستشفي وما عرفنا عنه او عنها شي
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ام علي أبكر وابوهو اتكلمو معاهو قبل ساعات من اغتيالو
حولو ليهو قروش للمصاريف

امو في نيالا وابوهو المسن شغال تنقيب للدهب في الشمالية
الاتنين ما حضروا الدفن

ابوهو قال "تاني يوم الصباح سمعت في الراديو انو طالب في كلية الاقتصاد مات، اسمو علي أبكر
قلت لا اله الا الله محمد رسول الله دة ولدي، حصلت الخرطوم الظهر لقيتو اتدفن خلاص"

وامو قالت "علي دة الولد الوحيد عندي وسط بنات، تعبنا في تعليمو وقرايتو، انا ما دايرة شي كان بيرجعوا حي ارجعوا لي ولدي ولا القتلو يموت"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكت لي صديقة من الفاشر انو في شهر أبريل ومع حملة قوات الدعم السريع في حرق قرى غرب الفاشر، انو في زولة قريبتم  وصلت بيتم في حالة مزرية،

كانت جارية حافية اكتر من 8 ساعات بدون ما تقيف لحظة لحدي ما اتسلخ باطن رجلها، كلمتهم انو طفلتها عمرها 8 سنين اغتصبوها الجنجويد وضربوها رصاص قدامها

الام دي بعد اقل من 10 دقايق من وصولها ماتت من الصدمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد صلاح وتاج السر جعفر، طالبو بالعدالة للشهيد على أبكر وأسرتو، طالبو بي بيئة دراسية امنة للطلاب وراحة لقلوب لأمهات،
محمد صلاح وتاج السر معتقلين من يوم 12/5 عشان رفعو صوتم ضد القتلة، القتلو علي ابكر في جامعة الخرطوم هم نفس القتلة الفي دارفور، لو اختلفت الوجوه النظام واحد

شهر كامل قبل ما جهاز الامن يسمح لامهاتم بالزيارة
الامهات خالتي زينب وخالتي صباح احتجوا وقلقو النظام بي مخاطباتم وكلامهم للناس في الشوارع
شهر كامل واثار التعذيب لسة ظاهرة في جسمهم، محمد عينو اليمين بقت ما بتشوف وما معروف بيقدر يمشي أو لا

محمد وتاج كانو بيشتغلو عشان مطالب الطلاب وكل الشعب السوداني المظلوم، وكانو حضور في مواساة اسرة على ابكر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بس بقول ليكم يا شباب معليش، انا ما قدر شجاعتكم
في المواساة ما عارفة اقول شنو لامهاتكم اخفف عنهم لغاية ما ترجعوا لينا سالمين،
ولا قدر نضالاتكم ضد النظام البيشهد بيها خوف النظام بكل امكانياتو منكم
امهاتكم وانتو بتدونا دروس في البسالة والمقاومة

الحاجة البعرفا انو اسقاط النظام دين علي وعلي كل الاحرار من السودانيين
دين على كل زول بيحب امو وعلي كل ام بتحب اولادها
لازم ننهي معاناتنا ونتحرر
عشان نعيش في أمان وعشان مستقبل اولادنا

#نقاوم_لانساوم
#FreeMohdSalah
#FreeTajAlsir
#UofK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق