السبت، 15 سبتمبر 2012

مذكرات مراهقة ... تويتي وكاليميرو والمخطط الصهيوني !!!

قام موجه اللغة العربية الزائر وفي حركة مفاجئة بتمزيق أغلفة دفاتري ، كنت في حالة شديدة من الدهشة الممتزجة بالغضب لتجرؤه على هذه الفعلة ، اذ انفردت بالاجابة الصحيحة لعدد من الاسئلة كما قمت باعراب بيت كامل من الشعر ، ولم يجد عقلي الصغير تفسيراً لنوبة الغضب التي انتابت ضيف المدرسة ،.
وبعد دقائق من التمزيق والاستغفار ، بدأ في القاء خطبة عصماء كلها غيرة على الدين والعرض وتنديداً بامريكا واسرائيل والمخطط الصهيوني ؛ ابتداءً من الاحزمة المستوردة من اسرائيل المسببة للعقم والتي تنتشر بكثرة  في الاسواق السودانية  مروراً بمسلسلات الكرتون التي يصور فيها الديك الغبي مرتدياً زياً عربياً والكتكوت الذكي الذي يوقع بالديك في مشاهد مضحكة  ن الهدف منها غرس كراهية الدين والامة في نفوس اطفالنا ، وتحبيب الغرب اليهم.
حاولت جاهدة مقاطعته لإخباره انني لم اصادف مسلسلاً كرتونياً كهذا ، فانتهرني امراً بالصمت واكدت معلمة الصف على وجود هذا المسلسل الذي يبدو انه ليس لديه اسم.
اخيراً بدأ يتحدث عن مبررات فعلته الشنيعة ، اذ كان رائجاً في ذلك الوقت مسلسلي تويتي وكاليميرو، وظهرت دفاتر على غلافها مجموعة من الصيصان الصفراء "تشبه تويتي" يتوسطها صوص اسود "يشبه كاليميرو"  ومكتوب علي الغلاف ايضاً "Try to be different"  " كن مختلفاً" فاذا بهذا الصوص وهذه العبارة اختتم ضيف المدرسة خطبته العصماء معللاً انها ذروة المخطط الصهيوني لتدمير الامة من خلال شبابها ، وانها دعوة صريحة للانحلال والشذوذ.
بقدر ما صدمتني هذه الاتهامات ، بقدرما استعصى علي حينها فهم ماهية الانحلال والشذوذ. عدت الى المنزل يومها في غاية الاستياء لاقص على والدتي ما حدث من الموجه الذي يكرة تويتي وكاليميرو ، وعن معلمة الصف التي كذبت وهي بالاساس لا تتابع مسلسلات الكرتون حتى تجزم بوجود هذا المسلسل.

أكتب هذه التدوينة بعد ما يزيد عن العشرة اعوام على هذه القصة لانها ذكرتني ببساطة انه لا وجود للمخطط الصهيوني لهدم ما يسمى بالامة الاسلامية ، ولكن الهوس والتطرف والاصولية وتسييس كل شئ لأغراضهم هي ما تتسبب في تدميرنا كمجتمع انساني ، فاطفالنا لا يملكون سوى الانجراف واء هذه التيارات الاصولية التي تعطل تفكيرهم وتحولهم لابواق لذوي المصالح ؛ بحجة الدين والعقيدة.

هناك تعليقان (2):

  1. يمكن تكون في
    بافتراض علاقة التناحر الازلية بينهم

    لكن ما بصورة التي تستدعي ردود افعال متطرفة هدامة كما يحصل

    ردحذف
    الردود
    1. اذا هم ركزوا مع تنشئة الاطفال على العلم والتفيكر المفتوح، دة افيد لتطور اي جماعة من الناس
      التنشئةعلى الهوس والكراهية ما حتنتج غير جيل مشوه

      حذف